الخليل المقسمة: ثلاثون عاماً من المعاناة والصمود
فيديو غراف .. تقسيم الخليل
خاص – الخليل ميكس :في قلب مدينة الخليل، يسكن الألم بين أزقتها، وتجثم المعاناة على صدور أهلها. ثلاثون عاماً مرت على سياسة فصل ممنهجة فرضها الاحتلال الإسرائيلي، حولت المدينة إلى نموذج صارخ للانتهاكات الإنسانية والجرائم بحق الفلسطينيين.
تقسيم المدينة: بين H1 وH2
منذ توقيع اتفاقية الخليل عام 1997، تم تقسيم المدينة إلى منطقتين:
• H1: منطقة تخضع للسيطرة الفلسطينية، تضم نحو 80% من المدينة وسكانها.
• H2: منطقة تقع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، حيث يعيش نحو 7,000 فلسطيني في ظل تواجد مئات المستوطنين الذين استوطنوا قسراً في قلب المدينة.
هذا التقسيم خلق واقعاً معقداً ومأساوياً، حيث تفرض قوات الاحتلال قيوداً مشددة على حركة الفلسطينيين في منطقة H2، ما أدى إلى عزلها عن باقي المدينة.
حواجز وسدات: شريط معزول في قلب الخليل
تعتبر منطقة H2 رمزاً للمعاناة اليومية للفلسطينيين، حيث تضم:
• 22 حاجزاً عسكرياً تتحكم بحركة السكان.
• 65 سدّة وحاجز إسمنتي تقطع الطرق وتعيق الوصول إلى الأسواق والمنازل.
هذه القيود جعلت التنقل داخل المدينة أشبه بالمستحيل، حيث يخضع الفلسطينيون لتفتيش يومي وإجراءات أمنية تعسفية، تُمارس بشكل عشوائي ودون مبررات.
مدينة الأشباح: المحال المغلقة والمعاناة الاقتصادية
أدت القيود الإسرائيلية إلى إغلاق مئات المحال التجارية في قلب الخليل، خاصة في شارع الشهداء، الذي كان يوماً ما شرياناً رئيسياً للحياة الاقتصادية في المدينة.
اليوم، تحول الشارع إلى منطقة مهجورة، تُعرف باسم “مدينة الأشباح”، حيث أصبح الوصول إليها محظوراً على الفلسطينيين.
اعتداءات يومية وتهجير قسري
لا يقتصر الأمر على الحواجز والإغلاقات، بل يتعرض الفلسطينيون في الخليل لاعتداءات يومية من المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال.
• يتم اقتحام المنازل والاعتداء على أصحابها.
• تُهاجم العائلات الفلسطينية ليلاً لترويعها ودفعها للرحيل.
كل هذا أجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح القسري، تاركين خلفهم منازلهم ومصادر رزقهم، بحثاً عن الأمان في أماكن أخرى.
التوسع الاستيطاني: تهديد مستمر
مع استمرار سياسة التوسع الاستيطاني، يتزايد التهديد على ما تبقى من وجود فلسطيني في الخليل. تشير التقارير إلى مخططات إسرائيلية لمضاعفة أعداد المستوطنين في منطقة H2 خلال السنوات القادمة، ما ينذر بتفاقم الأوضاع المأساوية.
القانون الدولي وإدانة الانتهاكات
سياسة الفصل العنصري التي تُمارس في الخليل تُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، حيث تصنف كجريمة حرب وفقاً لاتفاقية روما.
ورغم الإدانات الدولية، تستمر إسرائيل في فرض واقعها الاحتلالي دون محاسبة، ما يعكس عجز المجتمع الدولي عن اتخاذ خطوات جادة لحماية حقوق الفلسطينيين.
الخليل… مدينة الصمود
ورغم كل هذه التحديات، يظل أهل الخليل صامدين في وجه الاحتلال وسياساته. يتمسك الفلسطينيون بحقهم في مدينتهم وأرضهم، رافضين الانصياع لمحاولات التهجير أو التخلي عن هويتهم.
أمل في التغيير
يبقى السؤال: هل يمكن كسر هذا الواقع الجائر وإنهاء معاناة مدينة الخليل؟ الجواب يعتمد على وعي العالم بحقيقة ما يجري، ودعم الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال والاستيطان.
شاهد الفيديو لتعرف أكثر..